من احاديث الراعية ****

السلام عليكم
انا اليوم جايبة
من احداث
الراعية
****
وبينما أنا أسير في الوادي...
رأيتها بالعُدوة الدنيا من وادي الروح...
قالت: إلى أين؟
قلت: إلى الله.
قالت: فإن الطريق إليه ليست من هنا.
قلت: هكذا أشار عليّ راعٍ قديم.
قالت: ما كل الرعاة يعرفون الطريق إلى المرعى...
عد من حيث جئت والزم شاطيء الوادي الأيمن تصل إليه.
قلت: تعبت لطول الطريق.
قالت: إنك إنما تعبت لأنك لا تسير في الطريق المؤدية إليه، فعد لبداية الطريق...
قلت: سأتعب بالرجوع إلى البدايات...
قالت: هذا ليس طريق الله فعد من حيث جئت...
كن على حذر...
عد إلى البداية...
عد إلى الله...
الرجوع إلى بداية الطريق خير من الوصول إلى نهايته...
قلت: كيف؟
قالت: خالف طريق الراعي القديم تصل إلى الله...
قلت: آه...ما أطول الطريق!
ابتسمت وقالت: الطريق ليس طويلاً، ولكنك لا تـسرع الخُطا إليه...
يا بني: من عرف ربه عرف الطريق إليه...
قلت: تعبتُ...سرت حافي الروح حتى تفطرتْ...
قالت: إنك ما تعبتَ إلا لأنكَ لا تسير إليه...
لو سرتَ إليه لعرفتَ أن الطريق إليه ما هي إلا المسافة بين الماء والظمأ...
قلت: لم أفهم.
قالت: حريٌّ بالذين يرون الطريق إلى الله طويلاً ألا يفهموا.
قلت: فكيف أفهم؟
قالت: تفهم عندما تعرف أن ما بينك وبينه أقرب من المسافة بين العين وسوادها، فهل فهمت؟
قلت: ربما.
ابتسمت وقالت: أحسنت جواباً...
لو قلت لي إنك قد فهمت لكنت من الجاهلين...
والآن يمم وجهك شطر روحك فثم وجه الله...
سكتتْ...
قلت: أهذا كل شيء؟
قالت: إياك أن تضع نقطة على السطر...
ضع الفاصلة مكانها...
النقطة تعني نهاية الكلام...
الفاصلة تشير إلى كلمتي التي لم أقلها لك بعد...
النقطة نهاية والفاصلة صيرورة...
النقطة شعار الواصلين ولست منهم...
الفاصلة شعار السائرين وآمل أن تكون منهم....
ومضت تاركة برد أناملها على روحي، بعد أن هَدْهَدَتْ بِكـفـِّها أشواق الروح ولما بدأت تغيب في هالتها التفتتْ إليَّ، وقالت:
إلى اللقاء فإن الملتقى الله...

بسم الله الرحمن الرحيم

* الابذكر الله تطمئن القلوب*

شكراً الك قلبوا
الموضوع رووعة